الاسماء المكتوبة في السموات
بقلم المتنيح
الانبا غريغوريس اسقف عام الدراسات العليا الاهوتية والثقافية القبطية والبحث العلمي
في الإصحاح العاشر من إنجيل معلمنا لوقا والذي يروى فيه،أنه بعد أن رجع السبعون رسولا من المهمة التي أوكلها المسيح إليهم،أن يذهبوا ليعدوا قلوب الناس،لقبول رسالة المسيح له المجد.فرجعوا بفرح وقالوا له حتي الشياطين تخضع لنا باسمك.فخشي عليهم من انفعال الفرح لأن للفرح انفعالأ،وأحيانا يتسرب منه الغرورالى الإنسان،فيحسب ماأصابه من نجاح بفضله هو وهذا يضره،فأخذهم علي انفراد وقال لهم لاتفرحوا بهذا أن الشياطين تخضع لكم،بل افرحوا بالاحري أن أسماءكم كتبت في السموات
لأنه لا فضل لكم فى النجاح الذى أحرزتموه، وليس لكم خضعت الشياطين فاكتسبتم بخضوعها إحساسأ بالارتفاع وبالكرامة لأشخاصكم، لا...ليس هذا فضلأ منكم لأن هذه الموهبة أنا الذى أعطيتكم إياها، فلا تفرحوا بهذا لئلا يقودكم هذا الفرح 0 إلى الإحساس بذواتكم والى التعالى، والى نوع من الشعور بما أصابكم من كرامة ومن مكانة، تعلون بها على الآخرين من البشر.
ولكن ضعوا فى اعتباركم ما هو أسمى أن تكون حقا أسماؤكم مكتوبة فى السموات، إنكم فعلتم ما هو واجب عليكم، واذا كنتم قد رأيتم الشياطين تخضع لكم باسمى فلا تحسبوا هذا لكم، وانما احسبوا بالأحرى أنكم أديتم الواجب، وفى أداء هذا: الواجب وقيامكم بالمهام التى أوكلتها إليكم تنالون عنها أجرأ فى ملكوت السموات، وانما اتجهوا بالنظر إلى الذى يهمكم أولأ، والذى ينبغى أن تحملقوا فيه، وأن تسعوا إليه أن تكون أسماؤكم مكتوبة فى السموات.
هذا التعبير يثير تأملنا، الاسم الذى يكتب فى السماء، ولكن هناك أيضا فى مقابل الكتابة، هناك ما يعرف بمحو الاسم هناك من تكتب أسماؤهم فى السموات، وهناك من تمحى أسماؤهم، ففى سفر الرؤيا يقول:إن الذى يحذف من كتاب هذه النبوة يحذف اسمه فى ملكوت السموات ومن المكتوب فى هذا الكتاب، إذن هناك كتابة تسجل للأسماء، وأيضا هناك إمكانية بمحو الاسم، وهذا يذكرنا بحقيقة أدركها أبآؤنا المصريون القدماء، فكانوا يسجلون أسماءهم على المعابد، وكانوا يعتقدون أن هذا التسجيل ليخلد أسماءهم ويحفظها إلى الأبد، فاسم الإنسان جزء من كيانه،ولعل أكبر عقوبة هى أن يمحى هذا الاسم، ولذلك كان إذا أراد ملك أن ينتقم من ملك أخر سبقه لأمر ما، كان يكشط ويمحو اسمه، وكان هذا يعد أكبر عقاب أن يكشط اسم هذا الملك من الآثار لأن هذا معناه إلغاء وجوده فى الأبدية.
وربما من أبائنا المصريين القدماء ورثنا نحن هذه العادة لأن أبائنا المصريين القدماء كان إيمانهم أن تسجيل الاسم يحفظ الشخص إلى الأبد، وأن أكبر عقوبة يعاقب بها إنسان إذا ألغى اسمه.
فهنا سيدنا له المجد يقول :. لتلاميذه:لا تفرحوا بأن الشياطين تخضع لكم باسمى، هذا الخضوع
ليس لكم فلا تحسبوه لكى يزيدكم
كرامة، هذا الخضوع للرب لأنه دفع
إلى كل سلطان وأنا صاحب السلطان، وأنا الذى منحتكم هذا السلطان، فإذا خضعت الشياطين لكم، فهذا الخضوع ليس لكم إنما لمالك السرطان، لذلك لا
تفرحوا ولا تنتعشوا ولا تنتفخ أوداجكم ولا تغتروا، ولا تصيبكم الكبرياء ولا تحسبوا أن هذا كرامة لكم ولأشخاصكم، فأنتم رسل وكرامة الرسول من كرامة مرسله، إنما الذى أحرى بكم أن تلتفتوا إليه وأن تهتموا به أن تكون أسماؤكم مكتوبة فى السموات، يارب إن هؤلاء الرسل الذين اخترتهم ألا يعد اختيارك لهم دليلأ مؤكدأ على أنهم أصبحوا للسماء وأسماؤهم مسجلة؟ إن كلامك هنا مخيف، معناه أن تلاميذك والرسل معرضون إذا لم يلتفتوا لنفوسهم أن تحذف أسماءهم، هل ممكن أن يحدث هذا؟هل معناه يارب أنه يمكن أن يحدث لإنسان وهب مواهب وأعطى عطايا، لكى ينجح بها فى.مهمته التى أرسل من أجلها، ولكنه إذا حولها إلى نفسه واذا لم يعرف مقتضياتها ومتطلباتها ولم يرع كرامتها وكرامة سيده الذى وهبه هذه الموهبة وهذه العطية وهذه الكرامة، أتسحب منه:، نعم هذا كلام مرعب أنا يمكن أن تسحب منه فى الوقت المناسب الذى يراه الرب، لأنه فى الآخرة يقول له أعط حساب وكالتك لأنك لا تصلح أن تكون وكيلأ بعد، والاسم الذى حمله أيحذف منه ويحذف هذا الاسم من الأبدية؟ نعم يحزف
هكذا يقول الرسول بولس: هناك أناس كنت أذكرهم بفرح والآن أذكرهم بحزن لأنهم صاروا أعداء صليب المسيح . يا يهوذا، يا واحد من الاثنى عشر، الذى نلت هذه الكرامة أن يختارك الرب وأن يميزك عن الباقين، بأن يجعل الصندوق فى يدك، يا يهوذا إلى أى مصير صرت وأنت أحد الاثنى عشر؟ اسمعوا كلمة قالها الرب عن يهوذا، كلمة مرعبة كان خيرأ لذلك الرجل لولم يولد انظروا الكلمة ومعناها، انظروا قوة الكلمة، ومن الذى يتكلم، السيد الرب يقول كان خيرأ لذلك الرجل لولم يولد،يا ليته ما كان ولد، لأن مصيره هلاك ودمار أبشع مما لو لم يكن هذا الإنسان موجودا. وهو رسول من الاثنى عشر، أيكون هذا مصيره؟ كان خيرأ لذلك الرجل لو لم يولد.
هنا كلام ينبغى أن نتأمله، الكلام أولا للآباء الرسل ومن هم فى حكم الرسل، ولكنه أيضا كلام ينسحب على سائر المؤمنين الذين أخذوا المواهب السماوية، نالوا المعمودية المقدسة ومسحة الميرون وصاروا مسحاء الرب، أخذوا مواهب، ألا تعطيهم هذه المواهب الحق الأبدى؟ لا....لا إذا لم يحفظوا قيمة العطاء ويعرفوا ويعيشوا فى هذه العبودية الصادقة لرب المجد، هذه الميزات التى أخذوها لا تعفيهم من العقوبة الأبدية، بل تزيد عليهم هذه العقوبة، لأنهم أخذوا الوزنات وطمروها
ولم يستغلوها.
اسمعوا كلاما أخر يقول: كثيرون سيأتون لى فى ذلك اليوم ويقولون يارب باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة، فأقول لهم اذهبوا عنى لا أعرفكم ، وفى موضع أخر ما عرفتكم قط نحن باسمك تنبأنا أى أعلنا إرادة الله، باسمك أخرجنا شياطين، بالكلمة التى حملناها هناك أشخاص تابوا ورجعوا إلى الله، وخرجت منهم الشياطين سواء فى المعمودية أو بالتوبة، باسمك صنعنا قوات كثيرة وتمجد اسم الرب، وامتلأت الكنيسة بالعباد، لكن السيد المسيح يقول كثيرون ولم يقل الكل، اذهبوا عنى ماعرفتكم قط، هنا يعلن بقوة استنكاره، ويعلن قطع علاقته بهم، لماذا يارب؟ لماذا هذا الحكم الصعب لأن خدمتكم لم تكن خدمة صافية نقية لمجد الله، لأنهم انحرفوا فى مقاصدهم، ولم تبق مقاصدهم نقية حتى لو كانت فى أولها مقاصد طيبة لكنهم شغلوا بأنفسهم وبعوامل أخرى، فصاروا يعملون لا لمجد الله وليس بالصفاء المطلوب ولا بالنية الخالصة المقصودة.
هؤلاء على الرغم من أنهم فى صورة الخدام أمام الناس لكنى قطعت علاقتى بهم ولا أعرفهم، بل وما عرفتهم قط، هؤلاء أقاموا أنفسهم أو افتطفوا هذه الموهبة، واختطفوا هذه الدعوة اختطفوها لأنفسهم وهم غير أهل لها، أو أخذوها وأعطيت لهم ولكنهم لم يعرفوا كرامتها ولم يحسبوا قيمة متطلباتها، ولم يعرفوا وزنها، ولم يعرفوا حملها، ولم يستحقوا أن يحملوها بكرامة لسيدهم، لذلك لا أعرفكم، هل معنى ذلك أن أسماءهم لم تعد مكتوبة؟ ما معنى كلمة لا أعرفكم أوما عرفتكم قط ؟ معناه يتضمن المحو لهم، وليس لأسمائهم وجود فى ملكوت السموات.
يا أولادنا أريد أن أكتفى بهذا التأمل، كل إنسان فينا يسأل نفسه هذا السؤال وهو السؤال الذى قاله سيدنا، لن نضيف إليه شيئا جديدا،
افرحوا بالأحرى أن أسماءكم كتبت فى السموات، كل واحد منا يسأل نفسه هل أنا مطمئن أن اسمى مكتوب؟ أو عندما أذهب لا أجد اسمى، كيف يكون مصيرى؟ كيف أذهب غريبا ولا اسم لى هناك؟ هذا الاسم يكتبه الواحد منا على الأرض، الإنسان صانع 0 مصيره، أنا الإنسان هل أستحق أن يحفر اسمى هناك فى سفر الحياة، حينها يتكلم سفر الرؤيا عن سفر الحياة يتكلم عن سفر واحد، هل اسمى أنا فى سفر الحياة؟ نريد أن نجلس ونفكر ونتأمل هذا السؤال ونحضر عقولنا فيه، ونشغل قلوبنا به، ونرى كل أعمالنا وكل تصرفاتنا وكل أقوالنا وكل حياتنا، هل حقيقة هذه الحياة تعطينى الحق فى أن يكون اسمى
محفوظا فى السموات؟ أو أنى مغرور لمظاهر معينة أراها فى نفسى، من جهة وجودى فى الكنيسة أو ربما بروزى وظهوري بين الناس وقد يكون لى اسم لامع بين الناس ويعرفوننى، هل حقا قلبيا وشعوريا وباطنيا أنا
مطمئن أن اسمى مكتوب فى السموات؟ وهل أنا بأعمالى وتصرفاتى واعوجاج قلبى واعوجاج سيرتى أتسبب فى أن هذا الاسم حتى إذا كان مكتوبا أن يحذف؟ يكفينا هذا السؤال اليوم ونريد أن نقف أمام ربنا فى القداس، ونراجع أنفسنا ونقف بخشوع وبأدب واحترام وبلياقة وباتضاع قلب ونضع هذا الموضوع موضوع تأملنا وتفكيرنا ، والنية التى نوجه إليها صلواتنا أن تكون أسماؤنا مكتوبة فى السموات، ألا يحذف اسمى فى السماء، ألا يحذف اسمى من سفر الحياة!! وهذا يقتضينى واجبات العبادة الصادقة النقية التى لله وحده، وأن تكون حياتى الباطنية حقيقة لا للشهرة ولا ما يقوله الناس عنى وانما قلبى من الداخل متجه لإرضاء سيدى، وأن يكون هناك امتحان وغربلة للنويا الداخلية، حتى تكون نيتى صافيه نقية طاهرة، حقيقة لا أبغى شيئا لنفسى ولا لمجدى، وانما حقيقة أننى أشعر أننى مرسل لرسالة وبعد ذلك سأعود إلى سيدى أحمل تقرير حياتى وأحمل هذا التقرير أمام سيدى، فيراه ويحكم لى أو يحكم على.
هذا هو الموضوع الذى ينبغى أن نعطيه اهتماما ، وأن نركز فيه على الأقل فى هذا اليوم، وفى وجودنا فى الحضرة المقدسة وفى القداس الإلهى، أقلب تاريخ حياتى، وأجدد العهود مع الله، وأصلى أن أكون محفوظا وأن لا أنحرف يمينا أو شمالأ عن طريق
الخلاص، وأن أسعى حقا بقلبي لا للعالم الحاضر فهو زائل، وانما للعالم الباقي الأبدى، وأن يكون لى وجود لا فى هذه الدنيا الزائلة، وإنما وجودى فى العالم الآخر واسمى هل يزول أو يبقى خالدا إلى الأبد؟
بقلم المتنيح
الانبا غريغوريس اسقف عام الدراسات العليا الاهوتية والثقافية القبطية والبحث العلمي
في الإصحاح العاشر من إنجيل معلمنا لوقا والذي يروى فيه،أنه بعد أن رجع السبعون رسولا من المهمة التي أوكلها المسيح إليهم،أن يذهبوا ليعدوا قلوب الناس،لقبول رسالة المسيح له المجد.فرجعوا بفرح وقالوا له حتي الشياطين تخضع لنا باسمك.فخشي عليهم من انفعال الفرح لأن للفرح انفعالأ،وأحيانا يتسرب منه الغرورالى الإنسان،فيحسب ماأصابه من نجاح بفضله هو وهذا يضره،فأخذهم علي انفراد وقال لهم لاتفرحوا بهذا أن الشياطين تخضع لكم،بل افرحوا بالاحري أن أسماءكم كتبت في السموات
لأنه لا فضل لكم فى النجاح الذى أحرزتموه، وليس لكم خضعت الشياطين فاكتسبتم بخضوعها إحساسأ بالارتفاع وبالكرامة لأشخاصكم، لا...ليس هذا فضلأ منكم لأن هذه الموهبة أنا الذى أعطيتكم إياها، فلا تفرحوا بهذا لئلا يقودكم هذا الفرح 0 إلى الإحساس بذواتكم والى التعالى، والى نوع من الشعور بما أصابكم من كرامة ومن مكانة، تعلون بها على الآخرين من البشر.
ولكن ضعوا فى اعتباركم ما هو أسمى أن تكون حقا أسماؤكم مكتوبة فى السموات، إنكم فعلتم ما هو واجب عليكم، واذا كنتم قد رأيتم الشياطين تخضع لكم باسمى فلا تحسبوا هذا لكم، وانما احسبوا بالأحرى أنكم أديتم الواجب، وفى أداء هذا: الواجب وقيامكم بالمهام التى أوكلتها إليكم تنالون عنها أجرأ فى ملكوت السموات، وانما اتجهوا بالنظر إلى الذى يهمكم أولأ، والذى ينبغى أن تحملقوا فيه، وأن تسعوا إليه أن تكون أسماؤكم مكتوبة فى السموات.
هذا التعبير يثير تأملنا، الاسم الذى يكتب فى السماء، ولكن هناك أيضا فى مقابل الكتابة، هناك ما يعرف بمحو الاسم هناك من تكتب أسماؤهم فى السموات، وهناك من تمحى أسماؤهم، ففى سفر الرؤيا يقول:إن الذى يحذف من كتاب هذه النبوة يحذف اسمه فى ملكوت السموات ومن المكتوب فى هذا الكتاب، إذن هناك كتابة تسجل للأسماء، وأيضا هناك إمكانية بمحو الاسم، وهذا يذكرنا بحقيقة أدركها أبآؤنا المصريون القدماء، فكانوا يسجلون أسماءهم على المعابد، وكانوا يعتقدون أن هذا التسجيل ليخلد أسماءهم ويحفظها إلى الأبد، فاسم الإنسان جزء من كيانه،ولعل أكبر عقوبة هى أن يمحى هذا الاسم، ولذلك كان إذا أراد ملك أن ينتقم من ملك أخر سبقه لأمر ما، كان يكشط ويمحو اسمه، وكان هذا يعد أكبر عقاب أن يكشط اسم هذا الملك من الآثار لأن هذا معناه إلغاء وجوده فى الأبدية.
وربما من أبائنا المصريين القدماء ورثنا نحن هذه العادة لأن أبائنا المصريين القدماء كان إيمانهم أن تسجيل الاسم يحفظ الشخص إلى الأبد، وأن أكبر عقوبة يعاقب بها إنسان إذا ألغى اسمه.
فهنا سيدنا له المجد يقول :. لتلاميذه:لا تفرحوا بأن الشياطين تخضع لكم باسمى، هذا الخضوع
ليس لكم فلا تحسبوه لكى يزيدكم
كرامة، هذا الخضوع للرب لأنه دفع
إلى كل سلطان وأنا صاحب السلطان، وأنا الذى منحتكم هذا السلطان، فإذا خضعت الشياطين لكم، فهذا الخضوع ليس لكم إنما لمالك السرطان، لذلك لا
تفرحوا ولا تنتعشوا ولا تنتفخ أوداجكم ولا تغتروا، ولا تصيبكم الكبرياء ولا تحسبوا أن هذا كرامة لكم ولأشخاصكم، فأنتم رسل وكرامة الرسول من كرامة مرسله، إنما الذى أحرى بكم أن تلتفتوا إليه وأن تهتموا به أن تكون أسماؤكم مكتوبة فى السموات، يارب إن هؤلاء الرسل الذين اخترتهم ألا يعد اختيارك لهم دليلأ مؤكدأ على أنهم أصبحوا للسماء وأسماؤهم مسجلة؟ إن كلامك هنا مخيف، معناه أن تلاميذك والرسل معرضون إذا لم يلتفتوا لنفوسهم أن تحذف أسماءهم، هل ممكن أن يحدث هذا؟هل معناه يارب أنه يمكن أن يحدث لإنسان وهب مواهب وأعطى عطايا، لكى ينجح بها فى.مهمته التى أرسل من أجلها، ولكنه إذا حولها إلى نفسه واذا لم يعرف مقتضياتها ومتطلباتها ولم يرع كرامتها وكرامة سيده الذى وهبه هذه الموهبة وهذه العطية وهذه الكرامة، أتسحب منه:، نعم هذا كلام مرعب أنا يمكن أن تسحب منه فى الوقت المناسب الذى يراه الرب، لأنه فى الآخرة يقول له أعط حساب وكالتك لأنك لا تصلح أن تكون وكيلأ بعد، والاسم الذى حمله أيحذف منه ويحذف هذا الاسم من الأبدية؟ نعم يحزف
هكذا يقول الرسول بولس: هناك أناس كنت أذكرهم بفرح والآن أذكرهم بحزن لأنهم صاروا أعداء صليب المسيح . يا يهوذا، يا واحد من الاثنى عشر، الذى نلت هذه الكرامة أن يختارك الرب وأن يميزك عن الباقين، بأن يجعل الصندوق فى يدك، يا يهوذا إلى أى مصير صرت وأنت أحد الاثنى عشر؟ اسمعوا كلمة قالها الرب عن يهوذا، كلمة مرعبة كان خيرأ لذلك الرجل لولم يولد انظروا الكلمة ومعناها، انظروا قوة الكلمة، ومن الذى يتكلم، السيد الرب يقول كان خيرأ لذلك الرجل لولم يولد،يا ليته ما كان ولد، لأن مصيره هلاك ودمار أبشع مما لو لم يكن هذا الإنسان موجودا. وهو رسول من الاثنى عشر، أيكون هذا مصيره؟ كان خيرأ لذلك الرجل لو لم يولد.
هنا كلام ينبغى أن نتأمله، الكلام أولا للآباء الرسل ومن هم فى حكم الرسل، ولكنه أيضا كلام ينسحب على سائر المؤمنين الذين أخذوا المواهب السماوية، نالوا المعمودية المقدسة ومسحة الميرون وصاروا مسحاء الرب، أخذوا مواهب، ألا تعطيهم هذه المواهب الحق الأبدى؟ لا....لا إذا لم يحفظوا قيمة العطاء ويعرفوا ويعيشوا فى هذه العبودية الصادقة لرب المجد، هذه الميزات التى أخذوها لا تعفيهم من العقوبة الأبدية، بل تزيد عليهم هذه العقوبة، لأنهم أخذوا الوزنات وطمروها
ولم يستغلوها.
اسمعوا كلاما أخر يقول: كثيرون سيأتون لى فى ذلك اليوم ويقولون يارب باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة، فأقول لهم اذهبوا عنى لا أعرفكم ، وفى موضع أخر ما عرفتكم قط نحن باسمك تنبأنا أى أعلنا إرادة الله، باسمك أخرجنا شياطين، بالكلمة التى حملناها هناك أشخاص تابوا ورجعوا إلى الله، وخرجت منهم الشياطين سواء فى المعمودية أو بالتوبة، باسمك صنعنا قوات كثيرة وتمجد اسم الرب، وامتلأت الكنيسة بالعباد، لكن السيد المسيح يقول كثيرون ولم يقل الكل، اذهبوا عنى ماعرفتكم قط، هنا يعلن بقوة استنكاره، ويعلن قطع علاقته بهم، لماذا يارب؟ لماذا هذا الحكم الصعب لأن خدمتكم لم تكن خدمة صافية نقية لمجد الله، لأنهم انحرفوا فى مقاصدهم، ولم تبق مقاصدهم نقية حتى لو كانت فى أولها مقاصد طيبة لكنهم شغلوا بأنفسهم وبعوامل أخرى، فصاروا يعملون لا لمجد الله وليس بالصفاء المطلوب ولا بالنية الخالصة المقصودة.
هؤلاء على الرغم من أنهم فى صورة الخدام أمام الناس لكنى قطعت علاقتى بهم ولا أعرفهم، بل وما عرفتهم قط، هؤلاء أقاموا أنفسهم أو افتطفوا هذه الموهبة، واختطفوا هذه الدعوة اختطفوها لأنفسهم وهم غير أهل لها، أو أخذوها وأعطيت لهم ولكنهم لم يعرفوا كرامتها ولم يحسبوا قيمة متطلباتها، ولم يعرفوا وزنها، ولم يعرفوا حملها، ولم يستحقوا أن يحملوها بكرامة لسيدهم، لذلك لا أعرفكم، هل معنى ذلك أن أسماءهم لم تعد مكتوبة؟ ما معنى كلمة لا أعرفكم أوما عرفتكم قط ؟ معناه يتضمن المحو لهم، وليس لأسمائهم وجود فى ملكوت السموات.
يا أولادنا أريد أن أكتفى بهذا التأمل، كل إنسان فينا يسأل نفسه هذا السؤال وهو السؤال الذى قاله سيدنا، لن نضيف إليه شيئا جديدا،
افرحوا بالأحرى أن أسماءكم كتبت فى السموات، كل واحد منا يسأل نفسه هل أنا مطمئن أن اسمى مكتوب؟ أو عندما أذهب لا أجد اسمى، كيف يكون مصيرى؟ كيف أذهب غريبا ولا اسم لى هناك؟ هذا الاسم يكتبه الواحد منا على الأرض، الإنسان صانع 0 مصيره، أنا الإنسان هل أستحق أن يحفر اسمى هناك فى سفر الحياة، حينها يتكلم سفر الرؤيا عن سفر الحياة يتكلم عن سفر واحد، هل اسمى أنا فى سفر الحياة؟ نريد أن نجلس ونفكر ونتأمل هذا السؤال ونحضر عقولنا فيه، ونشغل قلوبنا به، ونرى كل أعمالنا وكل تصرفاتنا وكل أقوالنا وكل حياتنا، هل حقيقة هذه الحياة تعطينى الحق فى أن يكون اسمى
محفوظا فى السموات؟ أو أنى مغرور لمظاهر معينة أراها فى نفسى، من جهة وجودى فى الكنيسة أو ربما بروزى وظهوري بين الناس وقد يكون لى اسم لامع بين الناس ويعرفوننى، هل حقا قلبيا وشعوريا وباطنيا أنا
مطمئن أن اسمى مكتوب فى السموات؟ وهل أنا بأعمالى وتصرفاتى واعوجاج قلبى واعوجاج سيرتى أتسبب فى أن هذا الاسم حتى إذا كان مكتوبا أن يحذف؟ يكفينا هذا السؤال اليوم ونريد أن نقف أمام ربنا فى القداس، ونراجع أنفسنا ونقف بخشوع وبأدب واحترام وبلياقة وباتضاع قلب ونضع هذا الموضوع موضوع تأملنا وتفكيرنا ، والنية التى نوجه إليها صلواتنا أن تكون أسماؤنا مكتوبة فى السموات، ألا يحذف اسمى فى السماء، ألا يحذف اسمى من سفر الحياة!! وهذا يقتضينى واجبات العبادة الصادقة النقية التى لله وحده، وأن تكون حياتى الباطنية حقيقة لا للشهرة ولا ما يقوله الناس عنى وانما قلبى من الداخل متجه لإرضاء سيدى، وأن يكون هناك امتحان وغربلة للنويا الداخلية، حتى تكون نيتى صافيه نقية طاهرة، حقيقة لا أبغى شيئا لنفسى ولا لمجدى، وانما حقيقة أننى أشعر أننى مرسل لرسالة وبعد ذلك سأعود إلى سيدى أحمل تقرير حياتى وأحمل هذا التقرير أمام سيدى، فيراه ويحكم لى أو يحكم على.
هذا هو الموضوع الذى ينبغى أن نعطيه اهتماما ، وأن نركز فيه على الأقل فى هذا اليوم، وفى وجودنا فى الحضرة المقدسة وفى القداس الإلهى، أقلب تاريخ حياتى، وأجدد العهود مع الله، وأصلى أن أكون محفوظا وأن لا أنحرف يمينا أو شمالأ عن طريق
الخلاص، وأن أسعى حقا بقلبي لا للعالم الحاضر فهو زائل، وانما للعالم الباقي الأبدى، وأن يكون لى وجود لا فى هذه الدنيا الزائلة، وإنما وجودى فى العالم الآخر واسمى هل يزول أو يبقى خالدا إلى الأبد؟